بقلم الداعية الاسلامي :وائل ابو جلال
اغتصاب الأطفال جريمة عظيمة مركبة من عدة جرائم شنيعة وهي:
أولا: أنها إفساد في الأرض ومحاربة لله ورسوله – صلى الله عليه وسلم -. وقد جاء الأمر بعقوبة المفسدين أعظم عقوبة؛ وذلك في قوله – تعالى -: “إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم” واغتصاب الأطفال داخل في الإفساد في الأرض، بل هو من أعظم الإفساد. قال مجاهد – رحمه الله – في تفسير المفسدين في الأرض كما ورد في تفسير الطبري (الزنى والسرقة وقتل الناس وإهلاك الحرث والنسل) وقال الطبري (وأما قوله ويسعون في الأرض فسادا فإنه يعني يعملون في أرض الله بالمعاصي من إخافة سبل عباده المؤمنين به، أو سبل ذمتهم، وقطع طرقهم وأخذ أموالهم ظلما وعدوانا، والتوثب على حرمهم فجورا وفسوقا) ولاشك أن الاعتداء على الأطفال من أعظم سبل الإخافة للمسلمين. كيف لا والمسلم لا يعود يأمن على صغيره عتبة داره لو ظهر هذا الأمر، نسأل الله العافية.
ثانيا: أنها اعتداء على جسم الطفل بما يحدث فيه من الأمراض الأخلاقية والجسدية مما لعله لا يبرأ غالبا، ويصير الطفل بعده شاذا عبئاً على نفسه ومجتمعه.
ثالثها: أن هذا اعتداء على نفس الطفل. وهو الأمر الذي يُحْدِث لدى الطفل من الأمراض النفسية ما يؤثر سلبا عليه في جميع أطوار حياته.
رابعا: هي جناية على أهل هذا الطفل؛ حيث يؤثر هذا الاعتداء على سمعة العائلة ومكانتها بين الناس.
خامسا: تتضمن جناية اغتصاب الأطفال جريمة عمل قوم لوط الذين ذمهم الله – تعالى -به حيث قال – تعالى -في حقهم: “أتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين” “ولوطا إذ قال لقومه أتأتون الفاحشة وأنتم تبصرون” “إنكم لتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين” [ وعرف هذه الفاحشة في آية أخرى، فقال – تعالى -: “أتأتون الذكران من العالمين” “إنكم لتأتون الرجال شهوة من دون النساء”. فسمى الله – سبحانه وتعالى – هذه الجريمة فاحشة. والفواحش من أعظم المحرمات قال – تعالى -: “ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن” “قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن”
وجاء اللعن عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – لمن عمل عمل قوم لوط فيما روى ابن حبان والحاكم والبيهقي عن عكرمة عن ابن عباس قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: “لعن الله